تُعد ولاية مادهيا براديش من أبرز الوجهات السياحية في الهند، حيث تتميز بتنوع فريد يجمع بين التراث الثقافي الغني والجمال الطبيعي الساحر، ما يجعلها محط اهتمام الزوار من جميع أنحاء العالم. وتحتضن الولاية مواقع تاريخية بارزة مثل خاجوراهو، وسانشي، وبهيمبيتكا، التي تمثل مواقع تراثية عالمية مدرجة ضمن قائمة اليونسكو، ما يجعلها وجهة مثالية لعشاق التاريخ والثقافة. وبالإضافة إلى ذلك، تُلبي شغف محبي الطبيعة والحياة البرية من خلال منتزهات شهيرة مثل كانها وباندهافجاره، التي تقدم تجارب لا تُنسى وسط أحضان الطبيعة.

من جانبه، أكد شيو شيخار شوكلا، السكرتير الرئيس للثقافة والسياحة في ولاية مادهيا براديش الهندية، أن الولاية تتمتع بثراء في المواقع التاريخية والثقافية والدينية ما يسهم في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

التزام بالسلامة والتجربة السياحية الآمنة

تعتبر السلامة أولوية قصوى لدى مادهيا براديش، حيث تم تخصيص أماكن للشرطة السياحية خاصة لضمان تأمين الزوار في الوجهات الرئيسية. ومن خلال مراكز المعلومات متعددة اللغات وخطوط المساعدة على مدار الساعة، بالإضافة إلى المبادرات التي تهتم بالنساء، مثل مرشدات النساء ومقهى "Handloom" في تشانديري، حيث تضمن الولاية بيئة آمنة ومريحة لجميع المسافرين، بما في ذلك المسافرات بمفردهن.  

وتلتزم مادهيا براديش بممارسات السياحة المسؤولة من خلال تطبيق حلول بيئية مبتكرة في مواقعها السياحية. تشمل هذه المبادرات استخدام الطاقة الشمسية، وأسس إدارة النفايات، بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد المائية. ويُعد مشروع إعادة الفهود إلى منتزه كونو الوطني مثالاً بارزًا على الجهود التي تبذلها الولاية للحفاظ على التنوع البيولوجي. وعلاوة على ذلك، تنظم الولاية رحلات سياحية بيئية تركز على إشراك المجتمعات المحلية وتعزيز الوعي بالاستدامة.

وشهدت الولاية في عام 2023م زيادة ملحوظة في عدد السياح، حيث بلغ إجمالي الزيارات السياحية 112.1 مليون زيارة، وهو رقم قياسي يعكس النجاح الكبير للتسويق السياحي والإعلانات الترويجية الرقمية، إلى جانب المشاركة الفعالة في المعارض التجارية العالمية. ولا تزال الولاية مستمرة في جذب الزوار المحليين والدوليين من خلال عروضها المتنوعة، في مجالات السياحة والمهرجانات الثقافية مثل مهرجان "رقص خاجوراهو".

وتعد مادهيا براديش وجهة مثالية للمسافرين الذين يبحثون عن تجارب روحية عميقة. إذ تضم مواقع مقدسة هامة مثل معبد "ماهاكاليشوار" في أوجاين و"غاتس أومكاريشوار"، التي تجسد التكامل بين التقاليد الهندية القديمة والتطورات الحديثة. وقد تم تنظيم دوائر سياحية روحية بعناية لتمكين الزوار من اكتشاف هذه المواقع المقدسة بأسلوب عصري مع الحفاظ على أصالتها.

وتضع مادهيا براديش مبدأ السياحة المسؤولة في صميم استراتيجياتها التنموية، حيث تتيح الفرص الاقتصادية للمجتمعات المحلية من خلال مشاريع مثل "Hanuwantiya Tent City" و"Laadpura Khas Village". كما تسعى الولاية إلى دعم الحرف التقليدية من خلال تنظيم ورش عمل ثقافية تسهم في إثراء تجربة الزوار مع تحسين المستوى المعيشي للسكان المحليين.

التزام بحفظ المعالم التاريخية والتراث الثقافي

تلتزم كذلك، بالحفاظ على معالمها التاريخية القيمة، حيث تم تنفيذ العديد من مشاريع الترميم في مواقع مثل خاجوراهو وقلعة جواليور. وتستفيد من تقنيات حديثة مثل الواقع المعزز لتعزيز تجربة الزوار وتيسير الوصول إلى هذه المواقع التراثية. ويجعل هذا التكامل بين الحفاظ على التراث وتقديم تجربة حديثة للزوار ماديا براديش وجهة متميزة في العالم السياحي.

مهرجانات ثقافية تنبض بالحياة

وتعتبر المهرجانات جزءًا لا يتجزأ من هويتها الثقافية، حيث تقدم مجموعة من الفعاليات المميزة مثل مهرجان "رقص خاجوراهو"، "تانسين سامارو"، ومهرجان "باغوريا". وهذه الأحداث، إلى جانب الأنشطة المغامرة مثل "رحلة فورسيث"، توفر تجربة سياحية متكاملة تجمع بين التاريخ والفن والموسيقى والرقص وسط الطبيعة الخلابة.

وتسعى الولاية إلى الموازنة بين الحفاظ على التراث الثقافي وبين تلبية احتياجات السياحة الحديثة، كما هو الحال في مشاريع الترميم التي تجرى في مواقع مثل ماندو وأورتشا. وتضمن الولاية أن تبقى هذه المواقع أصيلة من خلال تقديم مرافق حديثة، مثل المعارض المتحفية التفاعلية والجولات السياحية المعززة باستخدام تقنية الواقع المعزز.

وإلى جانب المعالم المشهورة، تحتوي ولاية مادهيا براديش على مواقع تاريخية مغمورة مثل تشانديري وأدامجار وبورهانبور، التي توفر للزوار فرصة استكشاف تاريخ الولاية الغني في العصور الوسطى وما قبل التاريخ. هذه المواقع تقدم تجربة فريدة لزيارة تاريخ الهند المغولي والقديم.

رؤية عالمية لسياحة متميزة

تسلط ولاية مادهيا براديش الضوء على روايتها التاريخية من خلال الحملات الترويجية التي تعرض مواقعها الشهيرة مثل خاجوراهو وسانشي، مما يعزز مكانتها على الساحة العالمية. هذه الجهود، إلى جانب التعاون مع صناع الأفلام والمؤثرين، تساعد في جذب المزيد من الزوار المحليين والدوليين.

مستقبل مشرق للسياحة المستدامة

تحت قيادة حكيمة، أصبحت ولاية ماديا براديش نموذجاً يحتذى به في السياحة المستدامة. من خلال مبادرات مثل الإقامة في المنازل الريفية وورش العمل الفنية القبلية، تحرص الولاية على تمكين المجتمعات المحلية بينما تركز على الحفاظ على البيئة.

خطة رحلة مدتها 5 أيام إلى مادهيا براديش

خاجوراهو: اليوم الأول

يمكن للزوار اكتشاف التراث والتاريخ والجمال الطبيعي من خلال رحلة مميزة، حيث تبدأ بزيارة خاجوراهو، واستكشاف مجموعة المعابد الغربية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. والتي تعكس قمة الفن المعماري الهندي القديم، كما يمكن حضور عرض الضوء والصوت في معبد كانداريا ماهاديف، الذي ينقلهم إلى عصور تاريخية آسرة.

منتزة بانّا: اليوم الثاني

تنتقل إلى منتزه بانّا الوطني، حيث يمكنك استكشاف الحياة البرية الغنية في بيئة طبيعية خلابة. كما يتيح المنتزه للزوار مشاهدة النمور والدببة في بيئتها الطبيعية، كما توفر رحلات السفاري فرصة للتفاعل مع هذه البيئة المتنوعة، بينما يضفي نهر كين لمسة هادئة على الأجواء.

أورتشا: اليوم الثالث

تتوجه إلى قرية لادبورا في أورتشا لتجربة الحياة الريفية المحلية، حيث يمكنك التفاعل مع المجتمع من خلال ورش العمل الحرفية والزراعة المستدامة، ما يمنحك فرصة غنية لفهم التقاليد المحلية.

سانشي: اليوم الرابع

يعرض لك تاريخ البوذية في سانشي من خلال زيارة ستوبا سانشي، الذي يعد أحد أقدم المعالم البوذية في العالم، حيث يعكس رمزية التنوير في قبة الستوبا والتوراناس المزخرفة. وفي بوبال، يمكن استكشاف التنوع الثقافي المعاصر للمدينة من خلال المتاحف والمعالم الحضارية.

رؤى بوبال: اليوم الخامس

تنتهي الرحلة بزيارة ملاجئ بهيمبتكا الصخرية في بوبال، التي تعد من أقدم مواقع الفن الصخري في العالم، مع استكشاف تاريخ الهند الروحي والفني في معبد بهوجبور. هذه الزيارة تجمع بين التاريخ العميق والتجارب الثقافية الحديثة، مما يعزز فهمك للتراث الغني لماديا براديش.

خدمات متكاملة وتجربة سفر مريحة

تركز سياحة ماديا براديش على البنية التحتية والضيافة وخدمات المسافرين. تقدم مؤسسة تنمية السياحة في ولاية ماديا براديش (MPSTDC) أماكن إقامة في مواقع جيدة، من الإقامات الاقتصادية إلى المنتجعات الفاخرة. تضمن شبكة الطرق الممتازة في الولاية والمطارات الدولية والمساعدة المتعددة اللغات تجربة سفر سلسة وممتعة. وبفضل شرطة السياحة المتخصصة ووسائل الراحة الحديثة والمأكولات الثقافية، تضمن ماديا براديش رحلة ترحيبية وخالية من المتاعب، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي التراث والطبيعة. (غولف تودي)

اقرأ أيضًا: وكيل الخارجية ميسري يجتمع مع القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني؛ ويؤكد دعم الهند للمساعدات الإنسانية، ويناقش استخدام ميناء تشابهار والتعاون في مجال الكريكيت