نيودلهي
لقد أساء المتطرفون والإرهابيون تفسير التعاليم الإسلامية واستخدموها لأغراض خاطئة.
صرّح بذلك مدير الجامعة الملية الإسلامية بنيودلهي البروفيسور محمد شكيل، أثناء إلقاء كلمة له في حفل تدشين كتاب "تفيهم جِهاد" باللغة الأردية للدكتور ذيشان أحمد المصباحي. وتم نشر هذا الكتاب من قبل "مؤسسة خسرو" في نيودلهي.
وقال البروفيسور محمد شكيل: إن العديد من المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالتعاليم الإسلامية تحتاج إلى إزالتها، وإن "مؤسسة خسرو" تضطلع بهذه المهمة.
وتعبيرًا عن تقديره لمؤسسة خسرو التي أصدرت العديدَ من الكتب التي تتناول مثل هذه المواضيع في فترة قصيرة من وجودها، أكّد البروفيسور محمد شكيل أن الجامعة مستعدة دائمًا للتعاون في مثل هذه الجهود، لافتًا إلى أن كتاب "تفهيم جهاد" هو محاولة لإزالة المفاهيم الخاطئة حول كلمة "الجهاد" والتي تنتشر بسرعة.
ومن جانبه، قال الدكتور اقتدار محمد خان من قسم الدراسات الإسلامية بنفس الجامعة إن الجامعة الملية الإسلامية تأسست باسم الوحدة الوطنية والعلمانية، ويتمثل هدفها في خلق الوحدة في البلاد وإرساء الانسجام بين الهندوس والمسلمين والسيخ وجميع الطبقات والفئات التي تعيش في البلاد.
وأوضح الدكتور محمد خان أن بعض المشاكل تنشأ مؤقتًا في كل بلد، وتحاول بعض الأحزاب السياسية إفساد البيئة من أجل حشد الأصوات والوصول إلى السلطة، ولكن الناس لا ينبغي أن يشعروا بخيبة الأمل، مضيفًا "بعد كل ليلة يأتي الفجر. وإن جو الكراهية مؤقت، والشيء الحقيقي هو الحب الذي يدوم إلى الأبد".
وعن الأساطير الشائعة حول كلمة "الجهاد"، قال إن أي دين لا يسمح بقتل النفس البشرية، مبينًا "أن قتل الأبرياء ليس جهادًا، بل هو إرهاب وجريمة كبرى. ولا بد من إزالة سوء الفهم فيما يتعلق بالجهاد".
لا يخطئ الإسلام في تقديم مفهوم الجهاد، ولكن سوء الفهم لمعنى كلمة "الجهاد" هو الذي دفع العديد من الناس إلى السير على الطريق الخاطئ. وإن الغرض من الدين هو خلق الوعي بشأن الحياة الآخرة.
وأوضح مؤلف الكتاب الدكتور ذيشان أحمد المصباحي الفرق بين الجهاد والإرهاب، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول هذا الموضوع، مضيفًا "أنا أيضًا لم تكن لدي أفكار واضحة حول هذا الأمر من قبلُ، ولكن بعد البحث والدراسة المكثفة فقط فهمتُ الفرق بينهما".
وأعرب عن أمله في أن يساهم كتابُه في إزالة سوء الفهم في هذا الصدد.
وذكر مولانا حسن سعيد الأزهري أنه من السهل قتل الناس باسم الجهاد، ولكن من الصعب كسب قلوب الآخرين. "يجب أن يكون الجهد المبذول في كسب قلوب الناس "وهذا هو طريق الصوفيين".
ولفت الدكتور حفيظ الرحمن منسق "مؤسسة خسرو" إلى أن مؤسسة خسرو تهدف إلى إحياء روح الانسجام والوئام والحب والمودة. وأضاف أنه حتى قبل كتاب "تفهيم جهاد"، أصدرت المؤسسة العديدَ من الكتب، بما في ذلك "غزوة الهند"، وقد لاقت كل هذه الكتب استحسانًا كبيرًا.
وتابع قائلاً: إن مؤسسة خسرو ستُصدر في المستقبل أيضًا كتبًا مهمة تتناول عديدا من المواضيع المهمة.
اقرأ أيضًا: تدشين كتاب "شخصيات أعجبتني" في رحاب ندوة العلماء
بدأ الحفل بكلمة ألقاها سراج الدين قريشي واختتم بكلمة شكر من شانتانو موخارجي، وهما مديرا مؤسسة خسرو.
وأعرب كلاهما عن أملهما في أن تواصل المؤسسة سعيها لتعزيز السلام والوئام في البلاد وإزالة سوء التفاهم.
وتجدر الإشارة إلى أن حفل تدشين الكتاب قد شهد مشاركة عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلبة والباحثين بالجامعة الملية الإسلامية والصحفيين وغيرهم.