مومباي
شارك ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ووزير التجارة والصناعة بيوش غويال، في جانب من فعاليات ملتقى الأعمال الإماراتي الهندي، الذي أقيم في مدينة مومباي، بتنظيم من وزارة الاقتصاد الإماراتية وسفارة دولة الإمارات لدى نيودلهي، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة في الهند، وذلك في إطار زيارة ولي عهد أبوظبي الرسمية إلى الهند.
ونظم ملتقى الأعمال الإماراتي الهندي فعالياته تحت شعار "ما بعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة: الابتكار والاقتصادات الجاهزة للمستقبل"، واستعرض مجموعة من القطاعات ذات الاهتمام المشترك مع التركيز على قطاع الرعاية الصحية والتكنولوجيا البيولوجية والطاقة المتجددة والاستدامة والذكاء الاصطناعي والخدمات اللوجستية، وسلاسل التوريد والتكنولوجيا الزراعية وغيرها.
ويُعدُّ ملتقى الأعمال الإماراتي الهندي منصة للربط المباشر بين الشركات والمؤسسات الاقتصادية ومزوّدي الخدمات في جمهورية الهند ودولة الإمارات، ما يُسهم في تسهيل إجراءات استكشاف فرص التعاون المشترك بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين الصديقين.
وقال وزير التجارة والصناعة بيوش غويال، خلال الملتقى، إن الروابط بين الهند والإمارات العربية المتحدة ستكون بمثابة الصداقة والعلاقة والأخوة المميزة للعقد وما بعده. كما تحدث في المنتدى الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية في دولة الإمارات.
وأكّد غويال أن الشراكة بين الهند والإمارات العربية المتحدة تقوم على ركائز الابتكار والاستثمار والتنمية المستدامة. وفي إشارة إلى مهرجان جانباتي، قال الوزير إن زيارة ولي العهد خلال مهرجان جانباتي تمثل بداية ميمونة لفصل جديد في العلاقات الثنائية.
وتابع الوزير الهندي أن الشراكة تحمل مستقبلًا رائعًا للمضي قدمًا، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي يعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة شريكًا مهمًا في قصة النمو في الهند.
وذكر الوزير غويال أن الشراكة بين الهند والإمارات العربية المتحدة ستشهد تحولاً كبيرًا تحت القيادة الحكيمة لكلا الجانبين.
وأشاد غويال أيضًا بالمبادرات التي اتخذها الجانبان لتعزيز التجارة بما في ذلك التسوية بالعملة المحلية، وإنشاء "بهارات مارت" في المنطقة الحرة لجبل علي بدبي، واتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة لتوسيع التجارة، لافتًا إلى أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي سيدفعان التعاون إلى الأمام. وشجّع غويال أصحاب المصلحة على استكشاف فرص الاستثمار وإمكانيات التجارة.
وأشاد غويال بولي العهد لقيادته لدولة الإمارات العربية المتحدة، مضيفًا أن العلاقة بين الهند والإمارات نضجت لتصبح رابطة لا يمكن أن تنقطع أبدًا.
ومن جانبه، أشار الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال الملتقى، إلى أهمية اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند في تحفيز وتيرة التنمية الاقتصادية الشاملة، مؤكدًا حرص دولة الإمارات على مواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية مع الهند، وتعزيز حركة التجارة الخارجية، وتسهيل الوصول إلى الأسواق الرئيسة، من خلال تبنّي منظومة اقتصادية داعمة للأعمال والاستثمار.
وأكّد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أهمية اتفاقية الشراكة في تعزيز تعاون البلدين في القطاعات الحيوية المختلفة، بما يعكس تطلعات قيادة البلدين بدعم التعاون الاستراتيجي ودفع عجلة مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة بين البلدين.
كما شهد ولي عهد أبوظبي تبادل عدد من اتفاقيات التعاون الاستراتيجي وإطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز روابط العلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين الصديقين.
وعلى هامش أعمال الملتقى، عرضت شركة G42شرحًا تفصيليًا عن "ناندا"، وهو نموذج لغوي كبير للغة الهندية تقدمه الشركة، وذلك بهدف تعزيز تبني الحلول والوسائل التكنولوجية المتطورة لخدمة المجتمع، ودعم مسيرة تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي في الهند.
وتضمنت الاتفاقيات التي تم الإعلان عنها اتفاقية تعاون بين مجموعة اللولو، سلسلة متاجر التجزئة التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها، وهيئة تنمية صادرات المنتجات الزراعية والأغذية المصنّعة في الهند؛ بهدف استيراد المنتجات الزراعية العضوية من الهند إلى الأسواق الإماراتية.
ووقّعت شركة إنترناشونال ريسورسيس هولدينغ (IRH)، وهي الشركة الفرعية المتخصصة في استخراج الموارد الطبيعية التابعة لشركة 2PointZero، والتي يقع مقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحالفًا استراتيجيًا تاريخيًا مع شركة Oil India Limitedوشركة Khanji Bidesh India ("KABIL") وشركة ONGC Videsh Limited ("OVL") للتعاون عبر سلسلة توريد المعادن الحيوية.
ووقَّعت "غلوبال جيت تكنيك"، الشركة الإماراتية المتخصِّصة في صيانة الطائرات، اتفاقيات تعاون مع شركة "إنترغلوب" لخدمات الطيران، وشركة "إير إنديا"، وشركة "أكاسا للطيران".
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى توفير خدمات صيانة الطائرات للأساطيل التابعة لهذه الشركات في مطارات دولة الإمارات.
كما وقّعت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي اتفاقية تعاون مع "اتحاد الصناعات الهندية" لتعزيز فرص الاستثمار في القطاع الخاص في كل من دولة الإمارات والهند، وذلك من خلال تبادل المعارف والمعلومات ذات الصلة بالتنمية الاقتصادية بهدف دعم التعاون التجاري وزيادة فرص النمو الاقتصادي والصناعي.
وتشمل الاتفاقية أيضًا توسيع نطاق المبادرة الاستراتيجية التي أطلقتها غرفة تجارة وصناعة أبوظبي "بوابة الأعمال للعالم" بهدف توسيع شبكة علاقاتها التجارية الدولية.
ووقعت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي اتفاقية أخرى مع اللجنة المشتركة لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الشراكة الواعدة لمجتمعي الأعمال في الجانبين.
وأبرمت "روريكس القابضة"، الشركة الدولية المتخصِّصة في مجالات الخدمات المالية والتسهيلات التجارية، اتفاقية تعاون مع شركة الخدمات اللوجستية الهندية "موانئ أداني" والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحدودة؛ بهدف توظيف أحدث التقنيات في تطوير البُنى التحتية في الهند.
كما اتفقت هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز) واللجنة المشتركة لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند على العمل معًا، لتوسيع نطاق الاستفادة من الشراكة عبر توفير المزيد من الفرص لمجتمعَي الأعمال في الجانبين وتنشيط القطاع الخاص.
وترأس الوفد الإماراتي المشارك في ملتقى الأعمال الإماراتي الهندي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية بدولة الإمارات؛ كما ضم الوفد رؤساء ومدراء عدد من الشركات والمؤسسات الإماراتية من القطاعين العام والخاص.
Delighted to meet my good friend H.E. Dr. @ThaniAlZeyoudi, Minister of State for Foreign Trade, UAE.
— Piyush Goyal (@PiyushGoyal) September 10, 2024
Discussions focused on exploring opportunities under the India-UAE Comprehensive Economic Partnership Agreement and advancing bilateral trade relations through collaborative… pic.twitter.com/35S9lSrWm5
وبهذه المناسبة، قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي: "يمثل ملتقى الأعمال الإماراتي الهندي منصة مهمة لقادة مجتمع الأعمال في الجانبين للالتقاء والتشاور واستكشاف الفرص لتحقيق المصالح المتبادلة، وتطوير شراكات تدعم أهداف النمو والتنويع الاقتصادي".
اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء مودي وولي عهد أبوظبي يبحثان العلاقات بين البلدين
وأضاف: "يستفيد الملتقى من الازدهار التجاري والاستثماري بين الإمارات والهند تحت مظلة اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، حيث واصلت التجارة البينية غير النفطية نموها مسجلةً 28.2 مليار دولار في النصف الأول من 2024م، بزيادة 9.8% عن الفترة نفسها من عام 2023م، وذلك رغم تباطؤ نمو حركة التجارة حول العالم خلال الفترة ذاتها".