كفایت الله مَلِك من بانديبورا يغيّر حياةَ الأطفال من خلال عمله الاجتماعي

28-02-2025  آخر تحديث   | 13-02-2025 نشر في   |  M Alam      بواسطة | آواز دي وايس 
كفایت الله مَلِك من بانديبورا يغيّر حياةَ الأطفال من خلال عمله الاجتماعي
كفایت الله مَلِك من بانديبورا يغيّر حياةَ الأطفال من خلال عمله الاجتماعي

 

أُونيكا ماهيشوري/نيودلهي

"في عائلتي، كنتُ أول طفل يذهب إلى المدرسة، لأن والدي مزارع. والآن، أخذتُ على عاتقي مسؤولية ألا يُحرم أي طفل من التعليم".

هذا ما قاله كفایت الله مَلِكْ، الحائز على جائزة الرئيس المرموقة، وهو من قرية صغيرة في بانديبورا، حيث تجسد قصته رمزًا للعزيمة التي لا تتزعزع.

وإن كفایت الله ملك، البالغ من العمر 25 عامًا، هو ناشط اجتماعي، وزعيم شاب، ومتسلق جبال، وحائز على جائزة الرئيس. وأوضح ملك لـ"آواز دي وايس" أنه كرّس حياته لتحفيز الأطفال في المناطق الجبلية، وتعزيز التعليم، والرياضة، والرفاهية الشاملة. وتتمثل مهمته في تمكين الأطفال المحرومين من خلال توفير الفرص لهم ومنحهم منصة للتقدم والنجاح.

تعليمه

حصل كفایت الله ملك على تعليمه المدرسي الابتدائي في المدرسة المتوسطة الحكومية للبنين في لوايبورا بإقليم جامو وكشمير الاتحادي. ثم أكمل درجة البكالوريوس في علم الاجتماع والعلوم السياسية من كلية أَمَرْ سينغ في سريناغار، وبعد ذلك حصل على درجة الماجستير في العمل الاجتماعي من جامعة كشمير.

وتابع كفایت الله ملك قائلا: إنه كان نشطًا في نشاطات قيادة الفريق منذ البداية. ولاحظ أيضًا أن معظم زملائه في الدراسة تركوا المدرسة. ورغم أن لكل منهم أسبابه المختلفة، فإن العوامل المشتركة كانت الصعوبات الاقتصادية أو العقليات التقليدية الأسرية. وعندما التحق بالكلية، تواصل مع أشخاص يشتركون في رؤيته التنموية، وقرّر مساعدة الأطفال المحرومين من التعليم، ليمنحهم فرصة للتعلم والنمو.

العمل الاجتماعي

يقول كفایت الله ملك: "عندما تكون نيتك صادقة، يتقدم الجميع لمساعدتك". وهذا ما حدث معه، حيث بدأ الناس في دعمه. ومن خلال التمويل الجماعي، اكتسبت مبادرته التطوعية طاقة جديدة، مما مكّنه من مساعدة الطلاب في تعليمهم ومواصلة رسالته في تمكين الأطفال المحرومين.

وإن كفایت الله ملك هو متسلق جبال أيضًا، وقد استغلّ شغفه بهذا المجال للوصول إلى المناطق الجبلية ومساعدة الطلاب هناك. كما قام بجمع الكتب الدراسية من أصدقائه الذين أكملوا دراستهم، ثم قام بتوزيعها على الأطفال المحتاجين، لضمان حصولهم على الموارد التعليمية اللازمة.

وإلى جانب عمله التطوعي، يعمل كفایت الله ملك أيضًا كمنسق إقليمي مع "جمعية البحث والإرشاد في مجال البستنة والحراجة الزراعية" (REACHA). كما يعمل على مشروع "سمارتبور"، الذي يهدف إلى ردم الفجوة الرقمية وربط الأشخاص في المناطق النائية في كشمير بالتكنولوجيا والموارد الحديثة.

وأوضح كفایت الله ملك لـ"آواز دي وايس" أنه كان دائمًا متحمسًا للخدمة المجتمعية، وبدأ رحلته في هذا المجال منذ أيام دراسته المدرسية. واستلهم شغفه بخدمة المجتمع من تجاربه الشخصية والتحديات التي واجهها خلال سنواته الدراسية. وكان حلمه ألا يمر أي طفل آخر بنفس الصعوبات التي عانى منها، وهذا ما دفعه إلى دخول مجال العمل الاجتماعي، ليكون سببًا في إحداث تغيير إيجابي في حياة الآخرين.

وبدأت رحلة كفایت الله ملك في الخدمة المجتمعية منذ أيام مدرسته، لكنها اكتسبت زخمًا أكبر خلال سنوات دراسته الجامعية، عندما بدأ في جمع الكتب القديمة من الأشخاص الذين لم يعودوا بحاجة إليها، ثم توزيعها على الطلاب الذين يواجهون صعوبة في الحصول عليها. ومع مرور الوقت، اتسعت جهوده، وانضم إليه شباب متحمسون يشاركونه رؤيته، مما جعل مبادرته تُحدِث تغييرًا إيجابيًا في حياة من هم في أمسّ الحاجة إليها. وإلى جانب ذلك، فهو متسلق جبال محترف، كما أنه أول متسلق متقدم من منطقة بانديبورا، ما يعكس شغفه بالتحدي والتفوق في مجالات متعددة.

وأشار كفایت الله ملك إلى أن الهدف الأساسي من مبادرته هو فهم مشكلات الطلاب المتسربين من المدارس وإيجاد حلول فعّالة لها.

وأكّد أن جميع أعضاء فريقه يعملون بنشاط لتحقيق هذا الهدف، لأنهم يؤمنون بأن الشباب هم مستقبل الأمة، وأن تحسين تفكيرهم وحياتهم هو السبيل لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع، مما يؤدي في النهاية إلى تقدم البلاد ورفاهيتها.

وأكد كفایت الله ملك لـ"آواز دي وايس" أنه، إلى جانب التعليم، قام مع فريقه بتنظيم معسكرات توعوية في المناطق النائية مثل كيتسن، وداخهي، ودانغرنار، وتشينشار وغيرها من القرى.

وركّزت هذه المعسكرات على تمكين المرأة، والتوعية بالبرامج الحكومية المجانية والمفيدة، بالإضافة إلى قضايا الاستدامة البيئية، ومكافحة تعاطي المخدرات، باعتبارها قضايا ذات أولوية في عمله المجتمعي.

التكريمات والجوائز

يمتد عمل كفایت الله ملك عبر مجالات مختلفة، تشمل حماية البيئة، والتعليم، ومكافحة الإدمان، ونشر الوعي، وتعزيز السياحة، وتقديم المساعدات الإنسانية. ونتيجة لمساهماته البارزة، حصل على جائزة الرئيس المرموقة في العمل الاجتماعي والتنمية الاجتماعية من رئيسة الهند دروبادي مورمو لعام 2021-2022، وذلك تقديرًا لجهوده في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.

اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء مودي ومديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية غابارد يناقشان مختلف جوانب الصداقة بين الهند والولايات المتحدة

وإلى جانب جائزة الرئيس المرموقة، حصل كفایت الله ملك على العديد من الجوائز الأخرى تقديرًا لجهوده في مختلف المجالات. ومن أبرز هذه الجوائز:

- جائزة "أفضل صديق للغابة"من إدارة الحراجة الاجتماعية في جامو وكشمير، تقديرًا لمساهمته في التشجير وحماية البيئة.

- جائزة "سفير الإنسانية" 2024، وهي جائزة تُمنح كل عام لـ 10 أفراد بارزين في 10 مجالات مختلفة عبر الهند، حيث حصل عليها كفایت الله ملك لعمله الاستثنائي في المجال الاجتماعي.

- جائزة العمل الاجتماعي لعام 2024، والتي مُنحت له اعترافًا بجهوده في تمكين المجتمع وإحداث تغيير إيجابي.

قصص مقترحة